القائمة الرئيسية

الصفحات

قصة جوزيف شهرستان نجم وهداف منتخب سوريا مع الكرة

جوزيف شهرستان نجم وهداف منتخب سوريا

جوزيف شهرستان نجم وهداف منتخب سوريا ونادي الجيش يتحدث عن حياته  وعن بداياته وقصته مع الكرة  منذ طفولته ولغاية اعتزاله كما تحدث عن ذكرياته وأجمل أهدافه مع نادي الشباب ونادي الجيش ومنتخب سوريا .

جوزيف شهرستان
جوزيف شهرستان هداف منتخب سوريا


جوزيف شهرستان يتحدث عن طفولته

كنت طفلا" شقيا" بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى وكنت اتعامل بقسوة وخشونة مع أصدقائي وكنت بطبعي ميالا" للعنف وفي الوقت نفسه كنت طيب القلب ودودا" حنونا" كما كنت مجتهدا" في المدرسة. الحب الذي لمسته في حياتي هو حب الكرة وهذا هو الحب الذي خلق معي ولم يغادر قلبي حتى الان .

كان والدي لم يكن راضيا" عن ممارستي لعب الكرة وكان يرغب بأن أكمل دراستي وكان أحيانا" يطردني من المنزل قائلا" عد من حيث اتيت عد الى اللعب طردني مرات عديدة بالرغم من أنني لم أكن أنام الا والكرة بجانبي على السرير.
كنا عائلة بسيطة فقيرة ماديا" ومتواضعة جدا" مؤلفة من ثمانية أولاد إضافة الى الوالدين وترتيبي الخامس بين اخوتي جميل وليلى وجميلة والياس وجوزف وماجد ومالك وأديب .

 كنا نسكن منطقة باب توما حارة حنينة وكان يوجد في القرب من الحارة ساحة نمارس عليها التمارين والمباريات وكان الجميع في العائلة يمارس الكرة الا ان جميل والياس نجحا أكثر في حياتهما العملية وأما اخوتي الباقون فلم يتاقلموا مع الأجواء الرياضية وسرعان ما ادركوا ان الكرة لا تطعم خبزا" فابتعدوا عنها برغم انهم كانوا بمستويات جيدة .

وهكذا كنت الوحيد من بين اخوتي الذي مارس كرة القدم واتخذها مهنة المستقبل و استطعت التغلب على مشكلة معارضة الوالد عندما برزت رياضيا" في المدرسة ولا سيما أنني كنت قد نجحت في الصفين السادس والسابع من خلال الرياضة وليس من خلال الدراسة وصار الياس يقول للوالد ابنك بارع في الرياضة ويجلب الفوز بالكؤوس للمدرسة ثم بدأت اعرف الشهرة عن طريق فريق الحي وكان أهل الحي يشيدون بي أمام الوالد الذي أخذ يغير رأيه ثم ما لبث أن بدأ يشجعني فصنع لي حذاء رياضيا" (كان عمله صناعة الأحذية) وقدمه هدية لي وكان ذلك أول هدية رياضية اتلقاها .

موسى شماس هو قدوتي

لم أستمر في الدراسة أكثر من الصف التاسع فالكرة هي هاجسي الأول وعندما كنت في الثانية عشرة أي في العام 1955 كنت مولعا" بموسى شماس وكنت أذهب إلى الملعب لأشاهده يلعب وكذلك كنت معجبا" بافاديس ومروان دردري ولكني لم أكن أفكر في أن أصبح مثلهم لان كل ما كان يستحوذ على تفكيري هو فقط أن أصبح لاعب كرة قدم .
وكان موسى شماس أول من دخل نادينا وأول نجم نحتك به فكنا نصغي لاحاديثه فكان النجم الوحيد الذي ظهر في منطقة القصاع فكان موسى شماس القدوة لصغار الحي .

ومن الأولاد الذين كنت العب معهم سمير سعيد الذي هو من عمري في تلك المرحلة من العمر كونت فريقا" من أولاد الحارة وكنت انا الكابتن وجعلت من غرفة صغيرة في قبو منزلنا مقرا" للفريق وكنت اجمع من كل ولد 25 قرشا" في الأسبوع وكنا نقيم مباريات مع فرق الحارات الأخرى وسميت الفريق النجوم .

وكان بيننا ولد من ال الخوري واحواله المادية جيدة فصار يمولنا ويشتري الكرات والملابس اللازمة للفريق ولكن هذا الولد لم يكن لاعبا" جيدا" وحصل ان كانت لدينا مباراة مع فريق من حارة أخرى وأصر هذا الولد على اللعب وإلا فإنه يريد أخذ القمصان والكرة فقررت خلع القمصان و أعطيناه إياها مع الكرة ولعبنا بكرة الفريق الخصم .
اصحابي لقبوني بالديزل بسبب سرعتي ويقولون عني انني مثل الجوكر ألعب في كل أرجاء الملعب وفي كل المراكز حتى حراسة المرمى وحسب حاجة الفريق ومتطلباته .
لعبت لفريق الاتحاد في منطقة القصاع عندما كان عمري 15 سنة

عام 1960 لعبت لنادي الشباب

كان موسى شماس يدرب نادي الشباب ولاعبا" في نفس الوقت ولعبت أول مباراة مع أشبال الشباب ضد نادي الغساني وفزنا 6/0 وسجلت انا الإصابات الست ورفعت فيما بعد الى الفريق الثاني وبعد سنة أصبحت لاعبا" أساسيا" في الفريق الأول وفي الوقت نفسه اختاروني لمنتخب دمشق وبعد سنة ونصف انتقلت الى نادي فريق الجيش .

أول مباراة  لعبتها في الدرجة الأولى

لعبت أول مباراة رسمية لي في الدرجة الأولى عام 1962 وكانت في بيروت ضد شبيبة المزرعة وسجلت في هذه المباراة اول اهدافي وفزنا وقتها 3/1 ولعبنا في الدوري موسم 1962 وصرنا ننافس على بطولة دمشق وفزت مع نادي الشباب ببطولة دمشق في السنة الأولى وفزنا على بردى 1/0 وسجلت انا الإصابة وهكذا أصبحت هداف النادي وصادف ان لعب فريقنا مباراة ودية مع فريق الجيش وأقيمت في ملعب العباسيين وسجلت انا إصابتين في مرمى الجيش الذي كان يحرسه الحارس الشهير فارس سلطجي إلا أننا خسرنا المباراة 2/5 

وبعد المباراة خفت من العودة الى المنزل فجلست في أحد مقاهي باب توما في تفكير عميق فإذا ذهبت الى البيت سأنال العقاب من والدي بسبب هروبي من العمل ولم يكن هناك مفر من العودة الى المنزل وفي الساعة العاشرة ليلا" ونلت نصيبي من الضرب .

عام 1964 انضممت لنادي الجيش

طلبني مخلف العمر إداري فريق الجيش ليراني وذهبت الى نادي الجيش واستقبلني مخلف العمر وسألني أسئلة عن حياتي العامة واحوالي المادية وعملي وعرض علي فكرة الانضمام لفريق الجيش في مقابل وظيفة بمرتب 25 ليرة سورية فقلت له أريد أن أسأل الوالد وكان عمري في ذلك الوقت 17 سنة وطلب مني مخلف العمر ان اتي صباح الغد الى التمرين إذا وافق الوالد على الوظيفة وعرضت الأمر على والدي فوافق وذهبت الى التمرين في اليوم التالي ولم اصدق نفسي وانا اتمرن جنبا" إلى جنب مع النجوم الذين كنت اشاهدهم من خلال شاشة التلفزيون .

كانت بدايتي مع فريق الجيش عام 1964 ولم اكن اصدق نفسي وانا اركض مع المدرب موسى شماس في تمرين مشترك بإشراف مدرب اجنبي وكنت العب المباريات التجريبية بروح عالية وبمستوى جيد مما لفت أنظار المسؤولين عن الجهاز التدريبي .

لعبت المباراة الأولى مع فريق الجيش في الدرجة الأولى في العام 1965 وكانت ضد الراسينغ اللبناني وكان يلعب في صفوفه عدنان الشرقي وسميح شاتيلا وجوزف أبو مراد وفزنا 5/1 وسجلت ثلاثة أهداف وكانت تلك المباراة التي أقيمت في الملعب البلدي بدمشق بداية الانطلاقة وأصبحت لاعبا" أساسيا" في فريق الجيش .

هداف الدوري

عام 1967 شارك فريق الجيش في الدوري للمرة الأولى وفزنا بالبطولة وببطولة الكأس وحصلت على لقب هداف الدوري وأطلقت علي الصحافة لقب الديزل السريع والنفاثة .

في عام 1968 تصدر الجيش الدوري وكنت هداف الدوري والكاس معا" وأذكر أنه منذ 1969 وحتى 1974 لم نخسر أي مباراة سواء كانت مع فريق أجنبي او مع فريق عربي ولم نخسر خلال ستة مواسم سوى عدد قليل جدا" من المباريات .
ومن المباريات المهمة التي لعبناها المباراة ضد سبارتاك موسكو في موسم 69/70 وكان بطلا" للاتحاد السوفياتي وأوروبا وهزمناه 3/0 وتعادلنا مع الزمالك المصري أيام عزه 1/1 وفزنا على الإسماعيلي وكنا نفوز باستمرار على فرق من الكويت والأردن والجزائر وتونس .

اختار جوزيف شهرستان الرقم 9 لقميصه لأنه يحب هذا الرقم وهو يتفاءل به

كان جوزيف شهرستان دائم التفاؤل بالرقم 9 لذلك اختاره كرقم لقميصه طوال حياته .

جوزيف شهرستان مع المنتخبان العسكري والوطني

وخضت مع الجيش بطولات الجيوش العربية وفي عام 1965 كنت احتياطيا" وفي عام 1969 فزت مع المنتخب العسكري بالبطولة وكنت لعبت مع المنتخب العسكري في تصفيات كأس العالم العسكرية في 1968 وغبت عن بطولة العالم العسكرية التي أقيمت في دمشق عام 1967 وذلك بسبب الإصابة وكنت هداف دورة الجيوش العربية بسبع إصابات سجلت أربعا" منها في مرمى اليمن ولعبت مع الجيش في بطولات العالم العسكرية حتى العام 1975 في ألمانيا الغربية .

أما مع منتخب سوريا الوطني فقد كانت بدايتي عام 1966 أي بعد عام واحد من انضمامي لنادي الجيش ولعبت أول مباراة في افريقيا ضد فريق كوتوكو الغاني وكانت اول رحلة لي مع المنتخب وقد نزلت الى الملعب في تلك المباراة في النصف الساعة الأخيرة وتحركت بحرية في منطقة الفريق الخصم وكان كوتوكو بطلا" لغانا ولأندية افريقيا في ذلك الوقت وحصل أن انفردت بالكرة وما ان هيأت نفسي للتسديد حتى ضربني أحد المدافعين فاحتسب الحكم ركلة جزاء لمصلحتنا .
لعبت مباريات جميلة عدة في لبنان فخسرنا أمام الهومنتمن 2/3 وسجلت انا الهدفين كما لعبنا في لبنان ضمن الدورة الكروية التي نظمها نادي الراسينغ وشارك فيها فريق الجيش وفريق كربوفا البلغاري وكنت هداف الدورة وسجلت هدفين في مرمى كربوفا وآخرين في مرمى يوسف الغول حارس الراسينغ .

صنعت أول فوز لمنتخب سوريا على مصر 2/0 وسجلت انا الهدفين

 في مرمى الحارس حسن مختار وذلك في الدور نصف النهائي من بطولة كأس فلسطين التي أقيمت في ليبيا عام 1973 ووقتها كتب المستكاوي في صحيفة الأهرام المصرية : جوزيف شهرستان لاعب وليس برازيلي يهزم منتخب مصر كما سجلت هدفا" في مرمى بولندا من بعد 30 ياردة .
اصبت ثلاث مرات في الركبة وفي المكان ذاته فكانت نهايتي الكروية واعفائي من المنتخب .
لعبت لنادي الإمارات أسبوعين وفشلت بسبب تجدد آلام الركبة وانتقلت الى شرطة أم القوين وكنت مدربا" ولاعبا" في آن .
الخاتمة :
ما رأيكم بما قدمه الكابتن جوزيف شهرستان خلال مسيرته الكروية ؟

تعليقات